Section-9, Song of Myself

Foreword: 

مقدمة المقطع التاسع

 

في واحد من اقصر المقاطع في "اغنية نفسي" (هناك مقطعين اخريين بثمانية ابيات فقط كما هو الحال مع هذا المقطع)، ينتقل الشاعر ويتمان من المدينة الى الريف، من الحياة الحضرية الى الحياة الريفية حيث يستذكر ربما طفولته في مزرعة عائلته في لونغ آيلاند (انتقلت عائلته من المزرعة الى بروكلين قبل ايام فقط من بلوغ والت ويتمان الرابعة من عمره) وزياراته اللاحقة الى مزرعة اجداده القريبة من مزرعتهم. في سيرته الذاتية "ايام مختارة"، يستذكر والت ويتمان وهو صبي كيف كان يخرج الى اطراف تلك السهول في لونغ آيلاند متوجها نحو الغروب ولا يزال يستذكر متخيلا قطيع الابقار وهي تتقدم ويستمع الى موسيقى الاجراس النحاسية على رقاب تلك الابقار وهي تدق قريبة وبعيدة و يستذكر تنشق هواء المساء البارد الرائع و يراقب الغروب. في هذا المقطع من القصيدة يقدم لنا صورة لفظية تشبه تلك القصائد التي اخذ الشعراء التصوريون يكتبوها في القرن العشرين؛ في هذه الصورة او الذكرى التي يقدمها في هذه المقطع الطفل يركب على عربة قش متوجها نحو الابواب المفتوحة للحظيرة ويستشعر حركة العربة ومن ثم يقفز على "البرسيم و عصوية المروج" (العشب ذو الزهور الذي يستخدم من اجل القش)، منغمسا في العشب وهو يحاول ان يكون متوحدا مع هذا العشب. الصورة ليست لجانب واحد من الحياة الامريكية لكنها تقدم اشكالا مختلفة للمناطق الريفية في البلاد و التي تعطي شعورا بالطمأنينة و السلام اكثر من تلك الصور الحضرية التي قدمها لنا في المقطع السابق.

—EF

الكبيرة للهُريْ القروي
مفتوحة مستعدة.
والقشّ اليابس لموسم الحصاد
يملأ العربة البطيئة .
والضوء الباهر
يلعب على اللون البني الغامق واللون الأخضر المتداخلين .
والحُزمُ تحملها الأذرع الى المخزن المائد .
إني هناك ، أساعدهم
جئت متمدّداً في أعلى الحِمْل
شاعراً بهزاته الناعمة
والساق ملتفة بالساق
متدحرجاً
منقلباً
وشعري مليء بأضغاث القش.
الأبوابُ الضخمةُ لمخزن القرية مفتوحةٌ على مصراعيها وجاهزة،
العشبُ المجفّف لموسم الحصاد يملأ العربةَ التي تُسحَبُ ببطءٍ،
الضوءُ النقيّ يتراقصُ فوق تناغم الرّمادي مع الأخضر،
أحضانُ الزرعِ المربوطة في طريقها إلى مخزن التبن.
أنا هنا، أساعدُ، وأجيءُ ممداً فوق حِملِ الزرعِ،
أشعرُ تكسّره الناعم تحتي، وأنا أضع ساقاً فوق أخرى،
أقفزُ من الأشعة المتصالبة وأحضنُ البرسيمَ وعصويةَ المروج،
وأتدحرجُ رأساً على عقب، شَعري مملوءاً بحسَك القشّ.
Afterword: 

التعليق الختامي:

 

التعديلات التي اجراها والت ويتمان على قصيدته "اغنية نفسي" ما بين تاريخ اول نشر لها في 1855و الطبعة الاخيرة التي صدرت بعد وفاته في 1891 ، لاتزال تحير القراء. فمثلا يؤكد الناقد غالوي كينيل بأن موهبة الشاعر في الكتابة و الابداع الشعري اخذت تضعف مع تقدمه في السن ، "وكلما بحث عن الكمال كلما ابتعد عنه اكثر". لكن من منا يستطيع ان يلوم ويتمان على بحثه هذا؟ فمثل العالم الذي يحاول اكتشاف شيء ما، اكتشافا يغير تصورنا عن الكون برمته، و بعدها يقضي بقية عمره وهو يعدل ويضيف لاكتشافه الفريد، فأن الشاعر هنا يقوم بالشيء ذاته مع قصيدته. في النص الاصلي للمقطع الثامن يقول "سوف اتي عدة مرات" ثم يتغير هذا البيت ليصبح "آجي و امضي" و يبقى القراء في حيرة حول الحكمة من هذا التغيير ؛ و نتذكر هنا قرار الشاعر أودن في تعديل البيت "يجب ان نحب بعضنا او نموت" في قصيدته "الاول من ايلول 1939" ليصبح "يجب ان نحب بعضنا و نموت". السؤال هنا هل على الشاعر الذي يتقدم به العمر ان يترك اعماله الاولى وشأنها دون ان يغير فيها؟ ما الفائدة التي ترتجى من وجود نسخة معدله للقصيدة؟ هل يمكن فعلا تحقيق الكمال؟ قصيدة "اغنية نفسي" دائما تثير مثل هذه الأسئلة.

ومع ذلك فأن الشاعر لم يقم بأي تغيير في المقطع التاسع مقسما المقطع ذو الثمانية ابيات الى رباعيتين كاملتين تشبه الشعر الكلاسيكي كما يقول الناقد كينيل. لكن هذا هو المغزى: يستذكر الشاعر لحظة معينه من طفولته في الريف ليقدمها على شكل بالاد غير مقفى. الفلكلور الشعبي يعيش مجددا في تلك المسافة البيضاء الفارغة بين المقطعين، ذلك المشهد الساكن الذي سوف يعيش من جديد في تصريح المتحدث بأنه موجود هناك، "متمددا في أعلى الحمل". و الان ستذكر رحلته الى الماضي ،"هزاته الناعمة" في الذاكرة ة ويقفز في القش و يمسك بذلك الحصاد الذهبي--موسيقى البرسيم و المروج ، موسيقى الجسد الذي يتحرك و الشعر المموج.

—CM

Question: 

ما هو الغرض من تخصيص مقطع كامل في القصيدة لتصوير لحظة واحدة وهي صعود العربة و القفز على القش و البرسيم؟ لماذا باعتقادك لم يعطينا والت ويتمان فهرسا لمختلف جوانب الحياة الريفية كما فعل في المقطع السابق لحياة المدينة؟